جلسنا علي كل المقاهي
فلم نجد ما يريح النفس
من طول العناء
فقلت لنفسي
رب ضرة نافعة
فماذا تري في المقهي حين زورها
تري كل ما لا تستطيع اجتنابه
اذا ما وجدت الشيشة
أو دخانها
وما كل روح حين تلقي حزنها
يدب اليأس في أرجائها
متي تبصر بلد المقاهي مرة
فسوف تباهي الكون بأشجانها
في المقهي رجل من الفقراء
يفكر في طعام الغد
مسكين يرابط
فوق ناصية لنار الفحم
زنديق يمارس في القمار
ويعلو صوته حينا
ليشخر أو يسب الدين
وبعض من العمال أنتان الروائح
لايرون الماء أطلاقا
تراهم يدمنون النظر للنسوان
طول اليوم
في المقهي تجار للحشيش والأفيون
يرهبون الناس كي تبقي تجارتهم
بعيدا عن عيون القوم
وبعض من الأولاد بصاصين
حتي اذا جاءت الشرطة
يطلقوا صفار الطوارئ
ويخلدوا للنوم
في المقهي معتوه
يداري السيف والمطواة
في جيب
ويحشر فيه صوت الرعد
في المقهي أضحي الناس
معظمهم يخاف البعض
في المقهي صار الناس كالجرذان
حول مايبقي
من سلة مهملات الدهر
يا حامل الصندوق مهلا
هل تري من يستحق تلميع الحذاء
فلتلقي بالفرشاة والورنيش
ولتجلس علي الأسفلت
فلتقترع ماقد تصادف
لوحة مكسورة
عن زورة الزنج اليتيمة
أو رمادا من دم الحلاج
صلي ركعتين علي خطاه
فليتحد فيك المذكر والمؤنث
ولتعد
ما الفرق بين المذكر والمؤنث
بل تقف فيك الخطايا
قد تلامس في شرايين التوحد
لحظة الاحرج في تاريخنا
يوما ستعلم تلك المقاهي
من أودي بي
حسبي أزمم بالبياض هزائمي
وأخيط من لغة النخيل اهابي
يوما
سيعلن فوق اسوار الضحي زمني
وتفتح للمدي أبوابي
وألوذ بالمعني طقوس غيابة
في التيه متسع لكشف حجابي
يا حامل الصندوق عفوا
دعني أريح ركابي
في المقهي متسع علي علاته
لأضيف شيئا واحدا
وطني سراب
كلما ألبسته لون الرؤي
يختار لون الماء